إن التجول في المدينة وزيارة المحال التجارية لشراء شيء مميز من الأمور التي ستعوضني عن غيابي في الشهرين الماضيين.
عشت بعيدة عن وطني الأم لفترة سبعة عشر عاما، حيث ولدت خارج بلدي ولم أشعر بحنين الوطن لأن الوطن بالنسبة لي هو المكان الذي تسكن فيه عائلتي.
اليوم هو يوم ميلاد أخوتي وهما الأقرب إلى قلبي وإن لزم الأمر سأمنحهم عيوني. كان تعامل أخوتي وحمايتهم لي دوماً تماماً كما لو كنت أميرتهم الصغيرة. وقد كان هذا الأمر مزعجاً بالنسبة لي لأنه من الصعب أن تعيش بشكل مستقل عندما يكون لديك شخص يعتني بك ويبقي عينيه عليك ويتأكد بأنك سعيد وتشعر بالأمان وتتمتع بصحة جيدة.
لم أتمكن في يوم من الأيام التقاط سماعة الهاتف والقول: ياااااي، يوم ميلاد سعيد!
كانت الأشهر الماضية صعبة وباردة جداً حيث كنت منشغلة في تجربة الحياة الجديدة. لم يكن في هذه المحال التجارية أي شيء مميز لهذه المناسبة، لذلك، بدأت بالتفكير مع أصدقائي حول كيفية تهنئة أخوتي بيوم ميلادهم والسنة الجميلة في حين أننا لم نتكلم كثيراً في الفترة الأخيرة.
تنازلات… هذا ما ستتعامل معه عندما تقرر العيش بعيداً عن بلدك الأصلي وعائلتك وأصدقائك. هذا أول شهر رمضان أقضيه دون عائلتي، كما وسيكون أول عيد أحتفل به بعيداً عن وطني.
تستحق هذه التجربة القرار الشخصي الذي اتخذته ولا شيء يتفوق على التجمع العائلي حول فنجان شاي وحديث دافئ.
سارة قباني