كان سلومد أحد أول المشاريع التي عملت فيها في البرتغال وأحد مشاريع التعاون عبر الحدود في البحر الأبيض المتوسط. وكان المشروع يدور حول الغذاء كأداة للحوار في سياقات البحر الأبيض المتوسط بالشراكة مع 6 بلدان وهي البرتغال، وإسبانيا، وإيطاليا، ومصر، ولبنان، وفلسطين.
بإمكاني الحديث عن المشروع نفسه، إلا أنه لم يكن أهم ما في التجربة؛ فالأشخاص المشاركون هم الأهم.
لقد قابلت الكثير من الأشخاص الجديدين، وحظيت بفرصة رائعة بأن أكون مع أشخاص من البلد التي كنت قد عدت منها. بشكل أو بآخر لقد كانت بمثابة استرجاع لذكريات كابوريرا في لبنان ولكن على مستوى أخر ومع أشخاص أكثر.
لقد كان أمر رائع أن أمثل منطقتي (الجرف) وأقدم تقاليدنا، وأطباقنا وتراثنا إلى أشخاص لم يزوروها يوماً في حياتهم، ويرغبون كثيراً بتذوق أطباقها وسماع قصصها، ورؤية أرجائها.
لقد كان هناك أنواع مختلفة من الناس، منهم من كان متحفظاً، ومنهم من كان اجتماعياً، ومِن جُملتهم أنا، يتحدثون مع الجميع ويرغبون في تجربة كل شيء.
لقد كانت تجربة مفيدة من عدة نواحي: أولاً تمكنت من حل مشكلة حيث كنت أريد إرسال هدية إلى لبنان وتمكنت مِن إرسالها عن طريق باتريشيا، حيث تواصلت مع أحمد وتم كل شيء، كم مدهش أن تختبر مدى صغر العالم.
ثانياً لقد استطعت تذوق النكهات والروائح التي افتقدتها كثيراً، أما ثالثاُ وأخيراً فقد كانت تجربة غنية تعلمت منها الكثير وفي جميع النواحي، كما أذكر أن المجموعة التي كانت دائماُ تضحك وتمزح هي مجموعة فلسطين، حيث أن أحدهم قال لي بعد أن قلت له بأنه مجنون بأنهم يحتاجون لصرف عقولهم عما يكابدون في حياتهم اليومية وعيّش الوقت الحاضر بكل لحظة، واغتنام السعادة أينما وحيثما وجدت… في الحقيقة لا أجد ما يمكن إضافته على هذه الكلمات!
مونيكا مندونكا