سالونيك: عاصمة الثقافة والشباب الأوروبية
سالونيك هي ثاني أكبر المدن اليونانية وعاصمة إقليم مقدونيا، وتعتبر مدينة الشباب لأنها تضم جامعتين من أكبر وأشهر الجامعات، وهما جامعة أرسطو وجامعة مقدونيا. ويمكنك أيضا أن تلاحظ مواقعها الثقافية الكثيرة التي تعود إلى العصور البيزنطية والعثمانية واليونانية.
بدأت تجربتنا في سالونيك بالقطار المزدحم جدا، والذي أقلّنا إلى تلك المدينة الرائعة. ولكن التذاكر كانت قد بيعت جميعها فاضطررنا لشراء تذاكر دون مقاعد لمجرد كسب فرصة زيارة هذه المدينة.
ابتدأ اليوم الأول بإفطار يوناني شهي، في مقدمة أطعمته نوع من المعجنات يطلق عليه “بوغاتسا”. ثم حظينا بزيارة البرج الأبيض الذي يتألف من أربعة طوابق، وهو حافل بتاريخ العصور التي مرت بها سالونيك، وفي الطابق الأخير منه إطلالة على المدينة والبحر. وتابعنا ذلك اليوم بنزهة لطيفة على الأقدام في طريق الواجهة المائية بعد إعادة إنشائه. وكان من أبهى المناظر في المدينة تلك الميادين الجميلة مثل ميادين أرسطو والاسكندر العظيمة، فضلا عن الشوارع الموازية التي تتيح لك مشاهدة المواقع السياحية والتاريخية الهامة واحدا تلو الآخر.
وفي اليوم الثاني قمنا بجولة في أماكن تجمع الطلبة، مثل بيت بازار، وهو منطقة حافلة بالمقاهي والمطاعم ولا سيما للطلبة. ثم زرنا قمة تلة مرتفعة تطل على المدينة فيها قلعة تحيط أسوارها بالحصن الداخلي للإيبتابيرجيو. ولحسن الحظ التقينا بشاب يوناني بيده البوزوكي – وهي أداة موسيقية يونانية أشبه بالعود – وطلب منه أحد أفراد مجموعتنا أن يعزف عليه، فعزف لنا بعض الموسيقى العربية على حافة القلعة، مما ساعد في إتمام تجربتنا متعددة الثقافات. وختمنا ذلك اليوم باستراحة في مطعم من مطاعم كريت المميزة، وكانت النهاية برحلة طيبة أيضا بعودتنا إلى أثينا عندما وجدنا العديد من المقاعد في القطار.
وهنالك أيضا بقرب سالونيك يمكنك أن تجد جنة الأرض: منطقة خالكيذيكي. وفيها أجمل شواطئ اليونان، فماؤها صافٍ ومناظرها تأخذ بالألباب، وعلى الخريطة تشبه شوكة الشيطان فلديها أرجل ثلاثة – كما يسمونها – وكل منها له مذاقه الخاص. فالرجل الأولى الأقرب إلى الغرب تمنحك أفضل السهرات وأماكن الحياة الشبابية. وأما الثانية فتتميز بمزاج الاسترخاء وأفضل الأماكن العائلية. وأما الثالثة فلها مرافقها الخاصة مثل الكثير من الأديرة، وهي تحت حكم ذاتي من الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية. ويفخر أهل سالونيك جدا بمنطقة خالكيذيكي، ولديهم طرفة شائعة تقول بأن رجلا من سالونيك توفي وذهب إلى الجنة، فأخذه أحد الملائكة في جولة ليريه أفضل الأماكن ذات الإطلالات الجميلة في الجنة، وبعد الجولة سأله الملك: هل أحببت تلك الأماكن؟ أليست رائعة؟ فأجاب الرجل: إيييه…بالتأكيد أحببتها، فهي رائعة جدا، ولكن لا شيء يضاهي خالكيذيكي.
وفي الختام، هنالك مقولة تُظهر دفء سالونيك وأهلها تُنسَب للعالم البيزنطي والسياسي من العصر الباليولوجي الأول نيكوفوروس خومنوس، وهي: لن يبقى أحد دون وطن ما دام السالونيكيين موجودين.
المشاركون في المجموعة المستهدفة الثانية في اليونان : أحمد، هيا، إبراهيم، نهار