قالت لي إحدى الصديقات مؤخراً بأنك ستعودين إلى حياتك السابقة، لكن أيقني بأنك ستعودين برؤية جديدة، وستغدي ترين الأمور من مِنظورٍ آخر. كما ستجدين نفسك تتصرفين على نحوٍ مختلف حتى في نفس المواقف التي قد سبق لكِ وأن تعرضتِ لها؛ وما هذا إلا جزء من مسيرك نحو النضوج والتغيّر. لذلك خذي وقتك لأنك ستحتاجين إلى كثير من الوقت لِمعرفة مكنونات ذاتك، ولمعرفة منتهى غاياتك. كثيرة هِن اللحظات اللائي يُساورنا فيهن قلق حيال ما علينا فعله؛ لذلك كثيراً ما نُمسي ضحايا لوهم ضيق الوقت. وعندما نفكر بالقائمة الغاصَّة بالأشياء التي ما زلنا نرنو لتحقيقها، ندرك بأنه ما زال الكثير من العمل الذي علينا تحقيقه في كنه ذواتنا.
علي الاعتراف بأن الشهر الأول في البرتغال كان الأصعب، إلا أنه ما كان إلا بوابة ضيقة كان عليها اجتيازها لأصل لرحابة الأيام والتجربة التي كانت في انتظاري. لقد انخرطت في بيئة كنت أرفض تماماً حتى أن أفكر بأنني سأقبلها في يومٍ من الأيام. لكني غدوت اؤمن بأنه علينا في بعض الأحيان أن نقاوم ما نعتقد بأننا نعرفه لأجل ما لا نعرف، وما هذه العبارة إلا مفتاح للحياة. لا وبل في رأييّ الشخصي إن هذه العبارة هي السبيل لأقصى التجارب تحريراً للذات؛ لذلك يجب أن تنضج وتسمح لنفسك بمواجهة مخاوفك لمعرفة كنه ما تريد من هذه الحياة.
لقد كانت تجربتي الأولى في السفر لوحدي، على منأى آلاف الأميال عن كُل مَن قد عرفت. لقد كان ذلك تحدياً هائلاً، إلا أنني بت أعرف بما حظيت به بأن أكون جزء من هذه التجربة. وأدركت بأنني كنت أعيش أفضل لحظات حياتي، كنت أضحك من كل قلبي في كل لحظة. في الحقيقة، لقد اكتسبت تجربة العمر التي غيرتني وغيرت عالمي أيضاً. لا وبل قد اكتسبت أصدقاء وعائلة كُلي إيمان بأنها لن تبتعد عني يوماً. أخيراً يُمكنني القول بأنني قد وجدت وكسبت نفسي، والأهم من كل ذلك بأنني كنت أنا، نعم! فقط أنا: نتالي.
نتالي إسماعيل.