في البداية لن تفكر نهائياً كم سترغب ولو للحظة إضافية في شارع مزدحم، أو في سيارة أجرة غاصَّةٍ بِستتنا. وكم ستشتاق إلى انتظار سيارة أجرة في شارعٍ مُكتظٍ، أو إلى عبق الهواء التي تُحاكي مزجاً من توابلٍ وأطعمةٍ لم يكن لك أن تذوقتها من قبل. كم سترغب في السير في أنحاء المدينة ولو لتارةٍ أخرى لكي ترى كافة ألوانها وأنوارها. نعم! في البداية قطعاً لن تفكر كيف سينساب الوقت بسرعة. وكم ستتمنى لو تستطيع أن تنظر في وجوه كُل الكل، وهم يجلبون صخب الحياة إلى المدينة ولو لمرة أخرى. كم مُضنٍ هو التفكير بأن كل ذلك سيستمر دونك. كم أتمنى أن تغفر لي عمان كل الأيام اللائي لعنت بها حظي وأنا أفكر كم كنت سأود أن أكون في مسقط رأسي استمتع بعطلة الصيف. لم تكن مدينة ضخمة، لكن بساطة جمالها وطبيعتها تتسلل إلى داخلك. ومع الوقت أدركت بأن الأردن قد أخذت مكان دائم العشق في ذاكرتي.
كَم مُجحفٌ هو الزمن. في طيتها يتجلى لا تناهيها، في حين تتبدى محدوديتها عن بعد.
أخيراً وليس أخراً أود أن أشكر كابوريرا على إتاحة الفرصة لي لمعرفة جميع الأماكن والأشخاص الذين قابلت. وبالنسبة لي فإن الأشهر الست المنصرمة تجسد معنى كلمة تجربة بحذافيرها، وكم أنا سعيدة جداً لكوني جزء منها.
أخيراَ أود أن أقول لكل الأشخاص الذي شاركتهم هذه التجربة والذين كانوا رفاقي لثلاثة أشهر. اشتقت لكم كثيراً.
سارة ماجلهيز.
الفئة الثانية المستهدفة في الأردن