يومنا من أجل فلسطين

لقد أنهينا ذلك اليوم العظيم بالدموع والعناق والعاطفة والامتنان، بعد يومين من العمل الدؤوب لكي يبدو كل شيء ممتازا، وقد فاق كل توقعاتنا.

كانت البداية عندما طلب مديرنا أن نعدّ ليوم عن فلسطين، نقدّم بلدنا فيه للعاملين في مؤسسة مابس وعملائها. فظننت في البداية بأن الأمر سهل، إذ يمكن أن نقدم عرضا قصيرا ونجهّز بعض الأطعمة ونريهم الدبكة الشعبية. ولكن كان علينا بعد ذلك أن نجهّز للعرض الموسيقي، وهو ليس بالأمر الهيّن، لأن علينا أن نعدّ كل شيء من الصفر، فنفكر بأدق التفاصيل لكي ننجح في المهمة. وكانت هذه مسؤولية كبيرة ملقاة على أكتافنا لنبيّن حقيقة حياتنا والاحتلال الواقع علينا وتاريخنا وتراثنا وكل شيء. كان علينا أن نكون سفراء لفلسطين ونوصل رسائل التوعية إلى جمهورنا.

 

وهكذا بدأنا من تاريخ فلسطين منذ العصور القديمة حتى عصرنا هذا، بما في ذلك الاحتلال بالتأكيد، وكيف وصلنا إلى حالنا اليوم. وقد كانت صدمة واضحة لمعظمهم لأنهم يستقون كل معلوماتهم عن فلسطين من غالب وسائل الدعاية والإعلام، مما أثار لديهم العديد من التساؤلات.

ثم شكّلنا حلقات بخلفية موسيقية، وأخذ الجميع بالتصفيق والدوران لمحاولة تعلّم الدبكة، بالطريقة الفلسطينية طبعا.

وكذلك انتقل التركيز في ذلك اليوم إلى فقرة الطعام، فكانت البداية من المناقيش على الإفطار مع الشاي بالميرامية، ثم كانت قنبلة اليوم مع “مقلوبة” الدجاج، وكانت تحديا كبيرا، ولكن بفضل الله نجحت ولاقت استحسان الجميع. ولم يتبق الآن سوى أن نعود إلى فلسطين ونفتح مطعما لزميلتنا أوليفيا التي كانت طاهية اليوم المميزة.

وفي الختام، ليت الكلمات تسعفني لوصف ذلك اليوم الرائع ونهايته وتأثيره في نفسي أنا ووسام وأوليفيا وكل الحاضرين، والكلمات التي تفضّل بها مديرنا ومدير مؤسسة مابس. فقد كانت الطريقة التي تحدّثا بها عن زيارتهما إلى فلسطين مؤثرة وأبكتنا. وكان الجميع أيضا متعاطفين لدرجة أشعرتنا بأهمية ذلك اليوم بالنسبة للجميع، ولا نستطيع أن نعبّر عن مدى سرورنا وفخرنا بفرصة إقامة ذلك اليوم.

اترك تعليقاً

التخطي إلى شريط الأدوات