زيارة الى بلدية الخريبة:

A visit to Khraybeh Municipality

في الثاني عشر من كانون الأول، ذهب بعض أعضاء فريق كابوريرا اللبناني مع المدرب إلى بلدية الخريبة. احتاج الأمر استقلال حافلة وسيارة أجرى للوصول لأنأى البلدات البنانية والتي تقع على بعد أربعة كيلومترات من سوريا (انظر للصورة 1).  كانت المنطقة هادئة نسبياً ، مع الأخذ بعين الاعتبار الأوقات الصعبة والأزمات التي تكابدها سوريا ، وما زاد الموقف غرابة رؤية سيارة تنقل كتباً كتب على مؤخرتها “استمتع بالحياة لآخر لحظة، واملأ حياتك حباً وفرحا” مقولة تبعث بتفاؤولٍ يناقض الحالة المعيشية الراهنة (انظر للصورة 2).

وبعد مناقشة احتياجات بلدية الخريبة مع رئيس البلدية، توصلنا إلى قرار يتعلق بمواصلة بناء المدرسة التي كانوا يعملون على بنائها سابقاً، بمساعدة حزب لبناني منخرط في الحكومة. (انظر للصورة 3).

لا مداعاة للشك بأن عدم تلقي هذه البلدية للدعم الكافي يعود إلى موقعها النائي. لقد شعرت بأنه من الممكن العمل على تحسين البلدية، ولكن يشعر الأشخاص (لا سيما المنظمات غير الحكومية أو المنظمات غير الحكومية الدولية) بالخوف من الذهاب إلى مكان كهذا (انظر الصورة 4) حيث يعمل الناس في الزراعة (انظر الصورة 5)، وبيع المنتجات من بيت لأخر، مثل الخبز. ويوجد في البلدية استعداد للقيام بأكثر من ذلك بكثير بشكل يومي، بدءا على سبيل المثال بتعليم أطفال الخريبة.

         A visit to Khraybeh Municipality    A visit to Khraybeh Municipality 2   A visit to Khraybeh Municipality 4

ونحن نعلم أنه من الممكن في المستقبل القريب مساعدة “بلدية الخريبة” ببعض المشاريع التي ستبعث في الحياة والتنمية في أرجاءها، إيماناً بعد قدرة الحرب أو مخاطر أخرى على قهر العطاء والمعاونة.

                                                         A visit to Khraybeh Municipality 3          A visit to Khraybeh Municipality 5

أنطونيو أوليفيرا.

تجربتي في فارو، البرتغال

تجربتي في فارو، البرتغال

My experience in Faro, Portugal

” لا يقتصر الأمر على رائحة الشوارع فقط ، أو الأحياء المألوفة التي تبث حياة دافئة في روح فارو، لكن منذ أن وصلت هنا، لم يمر يوم  دون أن أمشي بمحاذاة المرفأ لأشاهد غروب الشمس المذهل، ما يشعرني أنني في منزلي بطريقة مبهجة لا يمكن أن يشعر بها إلا قلب شخص مسافر. عندها فقط أدركت أنني وقعت في حب هذه المدينة، وأنني سأحب المدن الصغيرة والحميمة أكثر من الكبيرة والصاخبة. أروع جزء في هذه المدينة أنني أتمكن من الوصول إلى كل مكان تقريبًا مشيًا على الأقدام، ما جعلني أتعرف على فارو أكثر في كل مرة أخرج فيها، واكتشف قصة في كل ركن من أركان هذا المكان. في صباح يوم مشمس في فارو، وأثناء سيري بمحاذاة حديقة هادئة، تخللت قلبي أنغام موسيقية وجرتني حتى نهاية الشارع حيث شاهدت مجموعة من الموسيقيين يعزفون قطعة موسيقية ساحرة بطريقة متناغمة مذهلة. دائما ما تستحضرني تلك الصور، من فنانين يعزفون الموسيقى في الشوارع، وأناس من جميع الأعمار يغنون ويهتفون لفوز فريق كرة القدم المفضل لديهم، وكبار السن المجتمعين بعد ظهر كل يوم في الحديقة للاستمتاع بلعب الورق. لا يسعك إلا أن تقع بحب روح فارو الشابة والهادئة بمجرد الوصول إلى هنا.”

Faro, Portugal

سارة قباني

الإبتعاد عن منطقة الراحة

Natalie Esmail

يروي الجميع نفس القصة ولكن بشكل مختلف بناءًا على تجاربهم الخاصة وحياتهم. اذا توجب عليّ أن أنشر قصتي سأقول بأنني اكتشفت مؤخرًا أن معنى أن تعيش الحياة بأوجها هو أن تتمكن من السفر واكتشاف بقاع مختلفة من العالم، ستتعلم أن تخرج من منطقة راحتك لأن ما يخيفك سيعلمك، وما أن تتعلم كيف تواجه خوفك ستصبح شخصًا أكثر قوة وانفتاحًا، اضافة إلى أنك ستحصل على فرصة لاكتشاف أماكن جديدة ستقع في حبها.

Natalie Esmail

Natalie Esmail

ناتالي اسماعيل

تجربة فلسطيني في البرتغال

خلينا نحكيها سريعا لنو أصحابي مسافرين قريبا من البرتغال!

Wisam-15jun2015

مرات بكون ابعبش باغراضي ف بلاقي هيك شوية اوراق بيذكروني قديش انا مبسوط بكل لحظة من حياتي

الصداقة جنة الروح

#Faro #Portugal

وسام جبارين

Baraah-15jun2015

على الرغم من أنني سافرت كثيرًا، لكنني لم أعرف ما عليًّ توقعه عندما جئت إلى البرتغال. منذ جئت إلى هنا كانت تجربتي مذهلة، بدءًا من الحياة المهنية، وانتهاءً بالشخصية.

كل يومٍ في فارو أتعرف على أشخاصٍ جديدين، وأتعلم القيم واللغة المختلفة. إنه لأمر مدهش كيف يمكن لتجربتي أن تماثل تجارب آخرين وتؤثر فيهم أيضًا. قبل بضعة أيام كنت أسير في الجزء القديم من مدينة فارو (سيداد فيلها)، حيث صادفت طفلًا يلعب كرة القدم. لم أتمكن من المرور دون اللعب معه، تلك النظرة على وجهه ذكرتني بطفولتي في المخيم. كان من الرائع أننا لم نتحدث اللغة ذاتها، ولكننا لعبنا كرة القدم لما يقارب النصف ساعة، وتمكنت من معرفة اسمه باستخدام لغة الجسد “ريكاردو”.

بدأت رحلتي في البرتغال منذ شهرٍ تقريبًا، لكنني أشعر أنني في بيتي. تعجبت لمدى سرعتي في التكيف في هذا المكان، وخاصةً في الجزء القديم من المدينة.

أتطلع بشوقٍ لعيش مزيدٍ من الذكريات وإضافتها لجعبتي.

براءة عودة

 

حياة جديدة كلياً

Nardeen Al Sunna´

 لن يكون غريبا إذا قلت أن هذا المكان لقد غيرني كثيراً، وأخص بذلك شخصيتي وطريقتي في رؤية الأمور من حولي. وجودي في هذه المدنية المدهشة مع مجموعة من الناس الرائعين الذين هم بمثابة عائلتي الآن، وأيضا التعرف على أصدقاء من بلدان وثقافات أخرى وإخبارهم عن الأردن وجمال بلادي، كانت تجربة جديدة كلياً وآمل أن أتمكن من تكرارها.

Nardeen Al Sunna´

كوني طالبة علم آثار جذبتني فارو، تلك المدينة القديمة الجميلة التي تحبس الأنفاس. لم أشعر بالملل أو التعب من المشي لساعاتٍ وساعات كل يوم في متاهة من الشوارع المرصوفة بالحصى أو مزينة بالسراميك، أو من مشاهدة المباني الأثرية القديمة التي تفوق الخيال، التي تجسد لمحًة رائعًة عن تاريخ وثقافة المدينة.

   Nardeen Al Sunna´                                                                                                        Nardeen Al Sunna´

لن أنسى يوماً عبق البحر وأمواجه، والغروب وتغريد العصافيروما حظيت به خلال رحلتي في لاجوس من رؤية رمال شاطئ لاجوس الزاحفة، واعتلاء الهضاب، والسباحة في المحيط حيث احتضنتني الصخور والهضاب باثةً بداخلي شعور لا يمكن تخيله.

Nardeen Al Sunna´

كما وزرت بعض ميادين لسبن المشهورة، واستكشفت حنايا أحيائها التي تشع بثقافات عديدة، وتأملت مشهدية المدينة الرائعة، حيث يحول الفنانون الشوارع إلى منصاتٍ لإبداعهم، ناهيك عن وقوعي بغرام ترامات شيدو الكهربائية.

ستضيق صفحاتٍ كثيرة بتجربتي في البرتغال، لذا لن أجد أكثر من التعبير عن سروري لخوض تجربة العمل مع قسم التكنولوجيا وتبادل المعارف CRIA ولكوني جزء من مشروع كابوريرا.

Nardeen 22jun2015 6

محبتي ومودتي لجمعية الرواد الشباب وكادر عملها العظيم الذي حظيت بالعمل معه

أحبكم،

ناردين الصنّاع

 

 

انطباعاتنا من عمّان: ألوان المدينة البيضاء

Citadel Amman

 لقد كان سواد الليل لا يزال حالكا عندما حلّقنا فوق سماء عمّان، وأخذت تتكشف أمامنا نقاط صغيرة برتقالية لامعة في خطوط ودوائر متشابكة على التلال المعتمة. كنا نشعر بقوانا متخدرة من النوم المتقطع المتعكر لمّا هبطنا في مطار عمّان شبه الفارغ. وكان في استقبالنا رجل يفوقنا في الدّوار والنعاس لصحوته المبكرة، وفي إحدى يديه دلة القهوة وعلى محيّاه ابتسامة عريضة تحاول إخفاء إرهاقه وترحب بنا كل يوم في المكتب وخارجه – كما علمنا لاحقا.

Alessia and Antea

غادرنا رامي لنبقى في شقتنا في خلدا، وهي حي من الأحياء التجارية في الشمال الغربي من عمّان. ووقفنا على الشرفة الصغيرة لندخّن قبل أن نأوي إلى الفراش، وكانت الشمس تحاول أن تطل على المدينة البيضاء في حين كانت السماء في حلة زرقاء خفيفة لطيفة. وهنا انطلق صوت المؤذن الفاتن يملأ الأجواء اللطيفة النقية في وقت الفجر: “أنا في الأردن الآن”، فكانت هذه اللحظة الأولى التي أدرك فيها – بعد طول انتظار وتخطيط للتذاكر والتواريخ والتفاصيل – بأن رحلتي بدأت فعلا. إنه السيناريو الأروع، والتوقيت الأروع.

Mario

ليست عمّان مدينة سهلة لمن يزورها للمرة الأولى. فهي تغمرك بشوارعها العريضة الحافلة بالسيارات، حيث لا تجد مكانا للسير، ما بين المباني شبه الرمادية واللافتات ذات الأضواء البيضاء على المتاجر ومطاعم الوجبات السريعة، وضجيج أبواق المركبات والأعمال القائمة تملأ أذنيك. ولكنك بعدها تستطيع أن ترسم من تلك الفوضى خريطة ذهنية – بغض النظر عن عدم استقرارها – لتجد طريقك من خلال السيارات والضوضاء وتعتاد على روتينك اليومي الجديد وتصبح المدينة مألوفة لك. وهنا فقط يمكنك أن تستمتع بعمّان. وعندما يتعرف عليك الشاب في “محل الشيشة” ويرحب بك بأجمل ابتسامة فإنك تعرف من أين تحصل على أفضل ساندويشة فلافل على الإطلاق، وتوقن بأن هذا المكان سيمنحك موسيقى لطيفة. أما إذا رغبت بالهرب من خلدا فعليك بالسير في شارع الرينبو حيث راحة أكبر.

Citadel Amman

أحببت من هناك مراقبة الشمس تغرب من فوق القلعة على الجبل المقابل، فهاهي الأنوار الصفراء والظلال الممتدة تمنح عمقا استثنائيا للمدينة البيضاء، وللمنازل البيضاء المتراكمة على منحدرات تلالها، وتذكرك بخفايا هذه المعمعة في العاصمة الكبيرة وما يتجاوز مظهر المدينة الحديثة. فعمّان تعطي روحا دافئة لن تقدّرها إلا إذا عشت بين حناياها وتذوقت جمالياتها الصغيرة يوما بعد يوم.

أليسيا كارنيفالي

أنتيا إينا

ماريو باسيولا

نافذةٌ على العالم

منفعلة ومهتمة وقلقة وسعيدة. راودتني هذه المشاعر عندما قررت أن أبتعد عن بلدي ثلاثة أشهر. عندما أخذت الخطوة الأولى لم يكن لدي أي شك بأنني ساستكشف بلدًا آخر وكنت على يقين أنها ستكون تجربة رائعة ومثيرة.

كانت فكرة العيش في الخارج مشوقًة جدًا ولكن فكرة مغادرة المنزل كانت مخيفة ومثيرة للغثيان. في اليوم الذي غادرت فيه اجتمعت العائلة. استطعت أن أسمع دقات قلوبهم حيث عمّ العناق والدموع والابتسامات أجواء وداعي وسفري إلى الأردن.

لاحقًا، أدركت أنا وأصدقائي الذين التقيت بهم في فلسطين في مشروع سباق التتابع لبناء الخبرات المعاناة الحقيقية. كان علينا أن ننتظر فترة طويلةً للغاية على الجانب الإسرائيلي ونشرح بالتفصيل لمَ نحن ذاهبون إلى البرتغال. رافق انتظارنا لسبع ساعات الكثير من الخوف وخيبة الأمل وانعدامه من نيل خبرة جديدة بعيدًا عن بلدنا.

بعد اجتياز هذه المرحلة المحبطة خلّفنا المشاعر السيئة وراءنا وتغلبنا عليها بسهولة، وبتنا نتتطلع لاجتياز رحلتنا. ثم أضحى الأمل يضيء طريقنا عند وصولنا لبرتغالنا الحبيب. وحظينا برؤية شاطئ فارو دون أن يطلب منا أي شخص تفقد هوياتنا.

رؤية الشاطئ كل يوم دون أي معاناة كان جزئي المفضل، إلى جانب التقاء أصدقاء جدد وتعلم بعض التقاليد الجديدة. لا ألبث أن أقول “يلا، فلنذهب إلى الشاطئ” حتى يتم تجهيز كل شيء في غضون 15 دقيقة، فلا نضطر إلى الانتظار دهرًا لنأخذ إذنًا للذهاب إلى سباحة والاستمتاع بهواء نقيّ.

الحمد لله أنني حظيت بفرصة استكشاف بلدٍ جديد وتعلم بعض الكلمات الجديدة والالتقاء بأناس طيبين، والأهم من ذلك أنني فهمت أن حياتي قيّمة.

يكشف لنا التدريب في الخارج فرصًا كبيرًة ومذهلًة لنحقق مستقبلاً أفضل، ويعطينا قدرة لنغيير حياتنا إلى الأفضل ونحقق أحلامنا.

Olivia Odeh

أوليفيا عودة

مذكرات: الثالث من حزيران 2015

سأروي لكم قصة عن مدينة مميزة لها مكانة خاصة في قلبي … منذ وصولي إلى هذا المكان كان لدي إيمان بأنه سيغير شيء ما داخلي، وسيعطيني فرصة للنظر إلى الحياة بطريقة مختلفة. وهذا ما حصل بالفعل، ليس لأن السبب هو السفر فقط والتعرف على أشخاص جدد، ولكنني أعتقد أن الأمر كله متعلق بالمدينة نفسها وشعبها في المقام الأول وطبيعتها وبساطتها أيضا.

لا يمكن للكلمات أن تصف لطف وسخاء الناس هنا ولا يمكن لشيء أن يصف الطبيعة الرائعة … الشواطئ والجزر وزقزقة العصافير كل يوم، والأزهار بالقرب من المرفأ، ورقص الناس في الشوارع والمهرجانات الثقافية، والموسيقى الحية في نهاية كل أسبوع … كل هذه التفاصيل الصغيرة تجلب شعور الراحة بداخلي وهذا ما يجعلها مدينة لا مثيل لها وستكون في قلبي وفكري إلى الأبد.

تجعلك الحياة العملية هنا تحب العمل! فكرة أن الناس يعملون معًا، وأن هناك روح الفريق الذي يشبه العائلة، سعيًا لتحقيق هدف ما سيجعلك فخور ومسرور كونك جزء منها. سيكون لديك الشجاعة الداخلية لإثبات نفسك ولأن تقوم بأفضل ما لديك من أجل إضافة شيء قيّم لهذه العائلة المتماسكة والناجحة. إضافة لكل ذلك، فإنهم يحاولون دائمًا تعزيز هذه العائلة من خلال أنشطة خارج العمل تكون مثيرة للاهتمام ومتمحورة حول بناء فريق.

اليوم، بقي شهر واحد فقط، وأنا أحاول أن أشعر بكل لحظة في هذه المدينة لجعل هذا الشهر مميز… شكرا لكل شخص جعل هذه الرحلة تسير بطريقة رائعة ورؤيتكم تبذلون جهدا كبيرا حتى نتمكن من الحصول على الأفضل من هذه التجربة تعني لي الكثير.

Dalia Lubbadeh

 

حكاية لتروى

Reem Al Mohtar نحن لسنا زواراً في مدينة الشمس- فارو، ولسنا بمقيمين في أضواء شوارعها. أتينا هنا لنخوض أحد تجارب الحياة، وتبين أنها تجربة حياة بأكملها، تلك التي تفتح لك أبواب لتكتشف اسرار مذهلة خلفه. Reem Al Mohtar

نحنا لسنا زواراً لأن هؤلاء يرون اللوحة كاملةً، لا يتسنى لهم الخوض في تفاصيلها الدقيقة. هذه المدينة الساحرة لديها الكثير لتقوله وقصص كثيرة لترويها. في النهاية، كل شيء متعلق في التفاصيل، فهي ما يكون حياتنا… وتفاصيل هذه المدينة ساحرة.

Reem Al Mohtar

Reem Al Mohtar

لو هذه المدينة قدّر لها ان تكون شخصية معروفة، كانت لتكون مزيج من مارلين مانرو بجمالها الساحر، شارلي شابلن بتكوينه المميز من الفرح والذكاء، فولتير بحس الثورة لديه والتاريخ الذي يحمله بين يديه، وزياد الرحباني بموسيقاه وانغامه.

Reem Al Mohtar

Reem Al MohtarReem Al Mohtar

فارو هي بالفعل قطعة فنية… هذه المدينة تسمح لك إختبار شعور الإنتماء وتحمل أحلامك الى البعيد… إن الوقت يمر مسرعاً، تحاول جاهداً أن تمسك بلحظاته لكنها تهرب بعيداً بهدوء مع قليل من الفرح وقليل من الحزن.

في فارو.. ستجد دائماً حكاية لترويها…

Reem Al Mohtar

Reem Al Mohtar

 

زيارتي الأولى إلى الأردن

بعد يومين فقط من زيارتي الأولى إلى الأردن، ما تزال ذكرياتها حاضرة في ذهني. فهل كنت أعاني يوم أمس في محاولتي تسلق الوادي الصخري في البتراء كي أصل إلى الدير قبل أن تنهكني تماما شمس منتصف النهار؟ أم كان ذلك في الأسبوع الماضي؟ ومتى سأتخلص من رمال الصحراء أخيرا في حذائي؟ ثم متى سأتمكن من تناول المنسف الشهي ثانية بعد أن ذقناه جميعا في ذلك المخيم البدوي المنعزل عن الدنيا في وادي رم؟

George Orfanos

ولكن لنبدأ من الأعلى، فقد انتهينا من محنة اجتياز الحدود الإسرائيلية الأردنية وباغتنا سريعا التغير المفاجئ في المشهد. إذ رغم العشرات القليلة من الأمتار التي تفصلنا عن الطرف الآخر فقد بدا كل شيء مختلفا، حتى تكوين الرمال. فبعد مغادرة البوابة أخيرا ظهر الناس أكثر راحة وتعاونا، ومنحتنا الرحلة بسيارة الأجرة إلى منتجع البحر الميت وقتا كافيا لتصفية أذهاننا وتقدير المشهد الجديد، فعلى طول الطريق المحاذي لنهر الأردن أخذتنا حقول الموز إلى حقول الأناناس ومن ثم إلى الصحراء ثانية عند بلوغنا البحيرة الملحية الكبيرة. وكانت كبرى المفاجآت غياب كل شيء عدا الفنادق والمنتجعات كل تلو الآخر، إذ لم يكن هنالك منزل مجاور، وحتى الشارع كان يُطلق عليه “شارع الفنادق. وظهرت بوابة المنتجع الذي من المقرر أن نقيم فيه. وكانت تقف بين الصحراء والبحر الميت قلعة فارهة لكنها معزولة. وبدت الأيام الأربعة التالية التي قضيناها هناك للاجتماع جميعا في الخارج مقطوعة عن العالم، وكأن كل شيء حولنا قد توقف. ويمكن لخدمات الفندق ذي الخمس نجوم والرفاهيات المميزة جرّ أشد المؤمنين بالتواضع إلى الخطأ والتخلي عن هيمنتهم لصالح رنات جرس الإنذار.

George Orfanos

وبالطبع تبددت هذه المشاعر لمّا ركبنا الحافلة باتجاه الجزء التالي من رحلتنا، وهو جوهر الرحلة في الأردن. فعند مرورننا بالريف غمرنا شعور بشيء من الذنب، وقضينا طوال تلك الأيام متخدرين ومرتاحين في دلال زائف في أحضان واحة صناعية وكأنها تضربنا بالقرميد. فهذا هو الأردن بعينه: بلد مصاب بالجفاف في أغلب الأوقات، يسعى معظم أهله بلهفة لتوفير الماء، بينما يغلق الأثرياء أبراجهم العاجية على أنفسهم ويهدرون بسخافة الدلو تلو الآخر لمجرد مقدرتهم على شراء الماء. وأثناء استرسالي في هذه الأفكار مرّ السائق بأجمل المواقع السياحية، ألا وهو كهف صغير تقف بتحدّ على قمته 6 مقاعد فقط. وبرغم استمرارنا في السفر منذ ثلاثة أيام عبر المسارات الجبلية المتعرجة فقد كان مجرد الجلوس على هذه المقاعد يتيح لك مشاهدة البحر الميت. ولولا الغبار الممتد لأقسمت بأنه يمكنك لبصرك أن يبلغ فلسطين.George Orfanosأما محطتنا الأولى فكانت البتراء العجيبة، فعند وصولنا إلى النُزل في وقت متأخر كان الجميع متشوقين للذهاب إلى الوادي. وثبت بأن “البتراء في الليل” تجربة رائعة كما كان تبدو في الإعلان وربما أكثر من ذلك. فإذا سرت في الممر الضيق الذي تضيئه المصابيح بين المنحدرات وما من شيء حولك سوى ضوء القمر ينير دربك فسوف تتملكك الدهشة. وكان هذا الصمت الخرافي الغريب يحثنا على الاستمرار لاكتشاف المزيد. وعند وصولنا إلى الخزنة تكشّف أمامنا سحر آخر: موسيقى تقليدية حية. فقد ظلت ألحان العود الرائعة تفتننا لنصف ساعة أثناء جلوسنا واحتسائنا الشاي بهدوء أمام البناء الفاخر المنحوت في الصخر. وفي صباح اليوم التالي زرنا البتراء ثانية ولكن في ضوء النهار، ودهشت أنا شخصيا من عبقرية إنشاء كل هذه المدينة الحجرية. فما الذي حمل هذا الحالِم الأول لينحت مباني كاملة في الحجر؟ وأثناء انشغال الجميع بمشاهدة أحد أوجه المنحدرات كنت أتساءل أيضا عن قدرة هذا الشخص على تخيل قصر أو قبر في هذا المكان!

George Orfanos

وأما المحطة الثانية فكانت وادي رم. ففي وسط البادية الأردنية تقف الخيام البدوية تخفيها الطبيعة من حولها بالكامل بانسجام رائع. ولأول مرة في حياتي أخلع حذائي وأستمتع بالسير حافي القدمين لأن أرضية الخيام نفسها كانت مغطاة بالرمال الناعمة. وكان المشهد القمري سحرا يفوق الخيال، ويحثنا على النوم في الخارج تحت السماء الحافلة بالنجوم لنتأمل في درب التبانة لساعات دون توقف. وبدا كل شيء أشبه بلوحة فنية، أو – لعشاق الخيال العلمي من أمثالي – أشبه بمشهد قطرة من الكثيب (أكاد أسمع الضاربين ينادون الديدان الرملية الضخمة!). وفي الصباح التالي استقللنا عدة سيارات جيب وانطلقنا نحو قلب الصحراء، حيث ملأت أبصارَنا آفاقٌ من العظمة وانطبعت آثار الفخامة في أذهاننا من منظر الجبال الخلابة.

George Orfanos

ولمّا غادرنا، لم نتمالك أنفسنا من شعور الاستياء، فبمجرد تلمّسك للصحراء بندائها الأصيل والشامل واللامحدود، فإن أي بناء في المدينة سيبدو شاحبا عند المقارنة.

جورج أورفانوس

 

التخطي إلى شريط الأدوات